جدتي العجوز والسر الغامض | دفتر الغائب

أكل عليَّ الزمان وشربت أنا على ذكراه… 

ألف كأس دارت، وملايين من الدمعات سقطت … فلماذا لم تتحلل معاناتي حتى الآن؟ 


في ساحة منزل العائلة جلست بين دائرة من الأقارب التفُّ حول سرير جدتي العجوز وهي تتمتم بكلمات لم أفهم معناها في تلك اللحظة، لم يسمح لي إدراكي حينها أو حتى طولي كطفل -في التاسعة-بمعرفة ما يحدث فوق فراش الرحيل …

ذهبت جدتي دون أن تخبرني بسر ابتسامتها، ولم يترك لي الزمان فرصة حتى اسألها عن سبب حزني حتى الآن؟!

مرّت سنوات قبل أن تحكي لي أمي وأنا في العشرين بأن جدتي كانت تسأل يوم الرحيل عن ميعاد صلاة العصر، وقد نادت قبل أن تغادر على أخٍ لها -نحسبه من الصالحين أيضاً-وقد سبقتها روحه إلى السماء…

بكيتُ حينها وصلّيتُ لروحيهما، ثم نظرت إلى السماء بعدها وقٌلتُ: لكنني ما زلت ضعيفاً يا الله، لستُ بخير بين البشر، عاجز عن سماع صوتك في السماوات، فهبني ابتسامة حقيقية، امنحني طمأنينة تسكن فؤادي حتى وإن لم تستحقها سوى جدتي التي واظبت على صلاة العصر وأهملتها أنا غارقاً في مرارة الحياة التي لا تنتهي.

ليست هناك تعليقات