في ظل أزمة مصر: هل تحارب السويد كورونا بالتجاهل

في ظل أزمة مصر: هل تحارب السويد كورونا بالتجاهل

في ظل تلك الظروف الاقتصادية التي تواجهها بلدان العالم بعد تعرضها إلى أزمة وباء كورونا المستجدة، والتي تسببت في خسائر فادحة لجميع النشاطات المالية في كافة الأسواق المحلية والعالمية، مما دفع بعض الخبراء الاقتصاديين إلى التحذير من الركود والأثار السلبية لإجراءات الحجر الصحي التي تتبعها أغلب دول العالم.
وفي مصر شن رجال الأعمال وعلى رأسهم نجيب ساويرس حملة ضد فرض حظر التجوال على المواطنين (ليلاً) وإغلاق كافة الأسواق والمطاعم والنشاطات المالية في فترة الحظر، وقد صرح ساويرس لقناة BBC العربية بأن مد فترة الحظر إذا ما تفاقم انتشار فيروس كورونا قد يعرض الاقتصاد المصري إلى أزمة وانهيار لا يمكن تجاهل تبعاته، وأشار في كلمته إلى تجربة السويد ضد المرض، والتي تحارب كورونا بالتجاهل، دون فرض حظر ودون أي تغييرات تضر بالمصلحة الاقتصادية للبلاد، ودارت التعليقات بين مؤيد ومعارض للنظرية التي يطرحها رجال الأعمال في ظل أزمة مصر. 
ولكن، هل تحارب السويد فيروس كورونا بالتجاهل فعلاً؟! وما هي ظروف الحياة في السويد الآن؟ وما هو مستوى السويد في التقدم الطبي والاقتصادي؟ هذا ما سنعرفه خلال هذا المقال الذي جمعت معلومات عن إجراءات السويد ضد الفيروس.

قرارات الحكومة السويدية بشأن الحظر

الحياة في السويد وقرار الحكومة بشأن فرض الحظر

على عكس ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو على لسان نجيب ساويرس، فإن السويد لا تحارب كورونا بالتجاهل وإنما باتخاذ الإجراءات الصحية التي تناسب مواطنيها دون مساس بحريتهم الشخصية في الخروج أو البقاء بالمنزل، فيما يعرف باسم "المسؤولية الذاتية" وهي مسؤولية المواطن مع الحكومة في اختيار الأصلح للوطن، وهنا تقوم الحكومة بدور إرشادي أكبر من الدور القيادي الصارم.

وعلى اختلاف في الحياة مع باقي دول أوروبا مثل: الدنمارك التي حظرت الطيران ومنعت التجمعات لأكثر من 10 أشخاص، أو بريطانيا التي ربما لا يمكنك أن تقابل أحداً فيها الآن، فإن السويد تدعو إلى ممارسة الحياة العادية، وتنشر الإحصائيات الكاملة لانتشار الفيروس على كافة وسائل الإعلام، والتي وصلت إلى أكثر من 8000 مصاب و 670 حالة وفاة بفيروس كورونا، ومع ذلك لم تقم الحكومة السويدية بإغلاق المدارس لمن هم أقل من 16 عام، وذلك لاعتقادهم بأن دورة التعليم في هذا السن لابد وأن تدار عن قرب وعبر متابعة الوالدين، على الرغم من قرار الحكومة هناك بإغلاق الجامعات والمدارس الثانوية والمحاضرات الخاصة المختلفة لأن إمكانية الدراسة عن بعد تعتبر طريقة أفضل في مثل تلك الظروف، أما عن سوق العمل في السويد، ففي ظل خطوات الحماية من كورونا فقد توجهت معظم الشركات إلى السعي في العمل عن بُعد، كما منعت الحكومة التجمعات في أماكن العمل التي تزيد العمالة فيها عن 50 شخص.

تقدم علمي أم تجاهل طبي؟

تجاهل أم تقدم في العلم: كيف تحارب السويد الأزمة؟

 صرحت الجهات المعنية في السويد بعد اتهامها بالتضحية بمواطنيها، ووصف الحكومة السويدية من قبل صحيفة الجارديان بأنها تلعب لعبة "الروليت الروسي" مع مواطنيها، -وهي اللعبة التي قام بها الزعيم (عادل إمام) في فيلم "التجربة الدنماركية" وهي (توجيه مسدس محشو بطلقة واحدة إلى رأس الضحية لعدة مرات، بقصد التجربة أو المخاطرة) – بأن الشعب والحكومة السويديون واثقون بالقرارات الحالية، ولا مجال لتعميم التجربة على باقي الدول، إذ تعتبر ثقافة السويد مختلفة فيما يخص التجمعات، فهم شعب يميل إلى الخصوصية، كما أن معظم العائلات في السويد التي يبلغ تعدادها حوالي 10 مليون هي عائلات من شخص واحد فقط بخلاف السائد في العالم، وقد أعلنت منظمة المال والأعمال باستوكهولم بأن 90% من المنظمات والشركات هناك تحتفظ بخيار المسافة التي لا تقل عن متر واحد مما يقلل فرصة انتشار الوباء، وقد منع ذلك النمط من الحياة السويد من مواجهة موجات الشراء والتخزين الغير طبيعية مثلما حدث مع باقي الدول.


كما تعتبر السويد أعلى الاقتصادات الحديثة (الرقمية) في العالم، إذ يعمل ثلثي السويديين من منازلهم من خلال خدمات تكنولوجية فائقة الجودة، كما يعتبر القطاع الطبي في السويد من أكثر القطاعات تقدماً على عكس القطاع الطبي المصري، فالسويد تتكفل بالرعاية المادية لأي شخص يقوم بالإبلاغ عن احتمالية اصابته بالفيروس من أول يوم، وذلك للحد من انتشار المرض بدعوى العمل، كما تنتشر في بعض مدن السويد خيمات طبية ضخمة ومجهزة بأعلى الإمكانيات للكشف على المواطنين الكترونياً دون حاجة إلى وجود طاقم طبي، هذا وقد صرح رئيس الوزراء في السويد بأن الاقتصاد يساوي صحة المواطن بالمثل، مؤكداً على ضرورة التصرف الراشد في ظل الأزمة، والتعاون بين الشعب والحكومة دون نشر الذعر.

 في رأيك: هل يمكن لمصر أن تحارب الكورونا مثل السويد؟

-يمكنكم أيضاً متابعة خريطة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على جوجل:
 عبر الرابط https://google.com/covid19-map

ليست هناك تعليقات